نبذة عن حياة الحاج الشيخ أحمد صالح المساعيد – Prof Jawdat

Cart

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.

نبذة عن حياة الحاج الشيخ أحمد صالح المساعيد

  • Home

      نبذة مختصرة عن حياة الحاج الشيخ أحمد صالح سعادة المساعيد

           بقلم:  أ.د. جودت أحمد المساعيد

والدي الحبيب رحمكَ الله رحمةً واسعة: الحمد لله الذي جعلني أرى ذاكَ اليوم الذي استطعنا فيه تخليد ذكراكَ العطرة، ليس بمئات البحوث والمؤلفات والذكريات والأشعار فحسب، وليس بما يزيد عن مائتين من الأبناء البارزين والمعروفين والأحفاد الصاعدين الواعدين فقط، بل وأيضاً بتسمية أحد شوارع منطقة مرج الحمام، إحدى ضواحي العاصمة الأردنية عمان بإسمك، وذلك بعد قيامي بكتابة ست صفحات عن إسرار حياتك الوطنية والعشائرية بتاريخ 24-3-2018، في ذكرى رحيلك العشرين، أعيد طرحها من جديد وبشكلٍ مختصر لمن فاته قراءتها:

      بعد مضي عشرين عاماً على رحيل
     الحاج الشيخ أحمد صالح سعادة المساعيد
      (أسرارٌ عن حياته الوطنية والعشائرية تُكشف لأول مرة)

بقلم نجله:  أ.د. جودت أحمد سعادة المساعيد

 من رجالات ديرابان المعروفين. ولد في بلدة ديرابان/ قضاء القدس عام 1910م، وتوفي بالعاصمة الأردنية عمان عام 1998 .

  – عمل في شبابه مسؤولاً عن مناطق الأحراج قرب منطقة ملبس قضاء مدينة يافا الفلسطينية .

  تعرف عليه المناضل الكبير عبد القادر الحسيني في بدايات ثورته على سياسة الانتداب البريطاني لتهويد فلسطين، وذلك نظراً للأهمية الاستراتيجية لموقع أحراج منطقة ملبس التي كان مسؤولاً عن رعايتها، حيث كانت تمر منها أحياناً القطارات المحملة بالأسلحة للإنجليز واليهود من أجل تنفيذ سياستهم الخبيثة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم.

 كان للبطل عبد القادر الحسيني عيونه الخاصة به، التي تأتي له بالأخبار عن تحركات قطارات السلاح من وقتٍ لآخر.

 درس الحسيني الأمر جيداً من أجل الحصول على السلاح والذخيرة بقوة السلاح، نظراً لصعوبة الحصول عليه بسبب سياسة الانتداب الظالمة والمنحازة إلى اليهود، فقد وجد في منطقة ملبس ما ينشده، حيث يمر القطار في منطقة ضيقة ومليئة بالأشجار الحرجية، فاستفسر عن المسؤول عنها، إلى أن وصل عن طريق رجالاته إلى أحمد صالح سعادة.


 قامت مجموعة قليلة من رجالات الحسيني بإقامة علاقة معه لعدة شهور حتى تأكدوا من وطنيتهِ وانتمائه وتعاطفه مع الثوار، فأخبروه بحقيقة الأمر، مع ضرورة الالتقاء بالبطل الحسيني.

 إلتقى أحمد صالح سعادة بالبطل عبد القادر الحسيني سراً ثلاث مرات، الذي أوضح له الكثير من الأمور، كان أهمها الدور الوطني والفاعل الذي يمكن أن يقوم به من أجل خدمة فلسطين وثوارها الأبطال، ثم حدد له ثلاثة من الشبان كي يتعامل معهم، استعداداً لأداء مهام نضالية في المستقبل.

 حضر الشبان ليلاً مرات عديدة إلى منطقة الأحراج، وقاموا بتدريبه على عملية زرع العبوات الناسفة تحت خط سكة الحديد التي يسلكها القطار تارة، وتحت الجسور البرية أينما كانت، والتي تمر من فوقها العربات العسكرية المحملة بالذخيرة المتنوعة تارةً أخرى.

 بدأت حكاية العملية الأولى، عندما وصلت أخبار للبطل الحسيني، عن قرب سير قافلة عسكرية يهودية محملة بالعتاد المتنوع، على إحدى الطرقات بعد منتصف الليل، والتي لا بد لها أن تمر من فوق جسر بري في منطقة ضيقة ومحاطة بالتلال.

 تمّ حفر خندقين مخفيين في بطن الهضبتين المشرفتين على الجسر، وتمَ أخذ أحمد صالح سعادة مع شاب آخر لمعاينة المكان نهاراً عدة مرات، مع التوضيح لهما بأنه من الضروري تفجير الجسر قبل أن تجتازه أول سيارة عسكرية يهودية، وبعد سماعهما مباشرة لصوت ثلاث رصاصات من مجموعة الثوار التي ستكون حولهما عند انطلاق العملية الفدائية.

 – وقبيل موعد بدء العملية العسكرية بعدة ساعات ليلاً، جاءت سيارة الى منطقة الأحراج وفيها إثنين من الثوار، السائق ومعه زميل أحمد سعادة، الذي تدرب وإياه سابقاً على زراعة المتفجرات. وبدأ العمل بسرعة على مد الأسلاك بين الخندقين والجسر، مع وضع المتفجرات تحت القاعدتين الشمالية والجنوبية للجسر. وقبيل الثانية فجراً، سُمِع هدير القوافل العسكرية وهي تقترب من المكان. وما أن حطت عجلات السيارة الكبيرة الأولى على الجسر، حتى انطلقت الرصاصات الثلاث، تبعها الضغط على الأزرار، كي يدوي الانفجار الضخم، مما أوقع السيارة الأولى في الوادي، في حين كانت مجموعة من الثوار خلف الهضبتين تطلق وابلاً كثيفاً من الأسلحة الرشاشة والثقيلة والقنابل اليدوية، على بقية السيارات العسكرية في القافلة.

 نظراً لنجاح عنصر المفاجأة وكثافة النيران من الثوار، فقد تم قتل وجرح معظم الجنود الصهاينة، وهرب الباقون، وتمَ جمع أكبر مقدار من الأسلحة، ووضعها بسرعةٍ في السيارات التي كانت متوقفة في مكانٍ قريبٍ من المعركة، وتمّ الانسحاب بعد نجاح هذه العملية الفدائية المهمة قبل بزوغ الفجر.

 وبعد فترةٍ وجيزة، وردت أخبارٍ لقيادة الثوار بقرب مرور قطارٍ من منطقة ملبس وهو يحمل الأسلحة المتنوعة لحكومة الانتداب البريطاني، وتمّ إبلاغ أحمد سعادة قبل مرور القطار بسبع ساعات، كي يقوم بمهمة زرع المتفجرات، مع تعليمات من القائد الحسيني بمغادرة المكان والمبيت في بلدته ديرابان، وذلك لإبعاد الشبهة عنه، في الوقت الذي احتل فيه الثوار بشكلٍ سري المنطقة الحرجية ليلاً على جانبي سكة الحديد.


 حصل الانفجار وانقلب القطار، وصب الثوار وابل رصاصهم ومتفجراتهم على الحُراس وقتلوهم، ثم غنموا الكثير من الأسلحة التي كانوا في أمس الحاجة إليها.

 تكررت العملية ذاتها مرات عدة، بعد فترات زمنية متباعدة، إلى أن قامت حكومة الانتداب البريطاني باستجواب أحمد سعادة أكثر من مرة وتحت التعذيب، دون أن يحصلوا منه على أي اعتراف، مما أثار الشك لديهم في دور محتمل له، ولكنهم لم يعثروا على الدليل القاطع لذلك.

 قررت حكومة الانتداب تخلصاً من هذا الموقف، نقله من أحراج منطقة ملبس بالقرب من مدينة يافا، إلى أحراج منطقة جسر ألينبي Allenby(جسر الملك حسين حالياً) على نهر الأردن تماماً.

 بقيت العلاقة السرية بين أحمد سعادة وفصائل ثوار الحسيني، لنقل أخبار تنقلات قادة الإنجليز وقوافلهم العسكرية عبر جسر ألينبي في الاتجاهين.

 عندما تم تحشيد قوات البطل عبد القادر الحسيني من أجل خوض معركة القسطل عام 1948، تم الاتصال سراً بأحمد صالح سعادة، الذي غادر الوظيفة دون رجعة، متجهاً إلى تجمعات ثوار الحسيني.

 دارت معركة في الرابع من شهر نيسان (أبريل) 1948، امتدت إلى التاسع منه، حضرها نحو أربعمائة من الثوار، مقابل عدة آلاف من اليهود. وكانت المعركة تحدث بين كرٍ وفرٍ. ورغم استبسال الثوار واسترجاعهم لبلدة القسطل، إلا أن قلة العتاد، ودعم الصهاينة بالسلاح المتنوع وبخاصةٍ الطائرات، قد قلب الموازين، واستشهد الكثير من المقاومين وعلى رأسهم المناضل الكبير عبد القادر الحسيني.

 ذكر المرحوم أحمد سعادة، بأن خبر استشهاد الحسيني كان قد وقع كالصاعقة على باقي الثوار، الذين انسحبوا نحو القدس للدفاع عنها مع أفراد من الجيش الأردني الباسل وبعض المجاهدين العرب والمسلمين.

 أعقبت معركة القسطل، حدوث مجزرة دير ياسين، التي قامت بها العصابات الصهيونية، كي تبدأ فصول النكبة الفلسطينية، وخروج مئات الآلاف من مدنهم وقراهم نحو بقاع الأرض المختلفة.

 خرج أحمد صالح سعادة مع عائلته نحو منطقة بيت لحم، ومنها إلى منطقة أريحا، ولكنه فضل أخيراً الذهاب إلى الشونة الجنوبية، حيث كان خلال عمله في منطقة جسر ألينبي(الملك حسين حالياً) قد تعرف على قبائل العدوان في الشونة والرامة والكفرين.

 عمل في مهنة الزراعة بُرهة من الوقت، ولكنه اشترى شاحنة يقودها سائق بالأجرة في البدايات، ثم إبنه الأكبر لطفي فيما بعد. وقد نجح من خلالها في نقل الكثير الخضار والحمضيات والموز بشكلٍ متواصل من منطقة الأغوار إلى العاصمة عمان.

 لعبَ دوراً كبيراً في أعمال إصلاح ذات البين وحل المشكلات المستعصية بين الكثير من العائلات والعشائر الأردنية والفلسطينية، وذلك بالتعاون مع شيوخ عشائر العدوان في الشونة الجنوبية من جهة، وشيوخ الدوايمة وعجور وبيت جبرين وبيت دجن واللد والرملة وغيرهم من القاطنين وقتها في مخيم الكرامة من جهةٍ ثانية.

 استطاع هو ومجموعة من أقاربه بعد معركة الكرامة عام 1968 بقليل، الإمساك بالطيار الصهيوني الذي هبط بالمظلة، بعد أن أسقطته المضادات الأرضية التابعة للجيش العربي الأردني الباسل، ثم قام بتسليمه شخصياً لقائد الكتيبة المجاورة عندما حضر الى الموقع، إلا أن أحد الجنود الأردنيين البواسل أصر على تفريغ رصاصات سلاحه كاملةً في جسد ذلك الطيار قائلاً: لا يمكن إرجاعه لهيئة الأمم المتحدة، حتى لا يعود ليقصفنا من جديد.

 إنتقل أحمد سعادة بعدها إلى منطقة صويلح، قرب العاصمة الأردنية عمان. وبعد نجاح الجيش الأردني وحركة فتح الفلسطينية من الانتصار على الجيش الصهيوني في معركة الكرامة وتكبيده الخسائر الجسيمة في الأفراد والعتاد، وجد أن هناك أملاً جديداً في وجود رديف قوي للجيوش العربية، والمتمثل في الفصائل الفلسطينية المقاتلة وعلى رأسها حركة التحرير الوطني فتح.

 إلتحق أحمد سعادة رسمياً بحركة فتح المناضلة في نهاية عام 1968، وأصبح عنصراً فاعلاً في قاعدة الشهيد توفيق عودة بمدينة صويلح، ومسؤولاً عن عناصر حركة فتح في بلدة صافوط المجاورة.

 أصابه الحزن الشديد لسوء الفهم والصدامات العسكرية التي جرت بين الجيش الأردني وحركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح، وذلك في شهر أيلول (سبتمبر) من عام 1970وما بعده، وتعرض للاعتقال والتعذيب، بعد أن كان يأمل في توحيد القوى بين الأطراف العسكرية جميعاً، من أجل التصدي لأطماع العدو الصهيوني.

 تفرغ عندما تقدم به السن، للاهتمام بعائلة آل سعادة التي ينتمي إليها، وعشيرته من المساعيد، وأهل بلدته من ديرابان، وإقامة علاقات وطيدة مع وجوه الخير من زعماء العشائر الأردنية والفلسطينية أمثال محمد منور الحديد في القويسمة، وأبو عفاش الحنيطي في (أبو علندا)، وحبيب الوحيدي وأبو تركي العمايرة في البقعة، وعبد الحسين العطيات في السلط وغيرهم، وذلك بتشكيل مجموعةٍ من الوجوه وشيوخ العشائر لإصلاح ذات البين وأخذ العطوات وعقد الصلح بين العائلات والعشائرالمختلفة حول القضايا المعقدة، وإحلال السلام والاستقرار والوئام، بين من كادت المشكلات الصعبة أن تعصف بحياتهم اليومية.

كان كريماً ومضيافاً بشكلٍ يفوق حد الوصف، وذلك مع القريب والبعيد في وقتٍ واحد.
أحبه الناس كثيراً، لما كان يقدمه من خدمات يمكن له أن يقوم بها، أو بسبب قيامهِ منفرداً بحل الكثير من المشكلات العائلية التي كان بعض الناس يطلبون منه التدخل من أجل حلها.

كان يعشق أداء فريضة الحج، التي قام بها عشر مرات، وذلك قبل صدور القيود التي تحدد عدد مرات الحج من جانب الحكومة بعد ذلك، هذا غير الكثير من أداء مناسك العمرة.

 رحلَ عن هذا الوجود بتاريخ 24-3-1998بشكلٍ مفاجئ وهادئ، عن عمرٍ ناهز الثامنة والثمانين عاماً، بعد حياةٍ حافلة بالخير والعطاء والبر والإحسان والتعاون مع الآخرين، ودُفن في مقبرة صويلح، بعد أن ترك أثراً طيباً بين من عرفه من الناس، ونحو مائتين من الأبناء والأحفاد. رحمك الله رحمةً واسعة أيها الشيخ الجليل أحمد صالح سعادة المساعيد (أبو لطفي)، وأسكنكَ فسيح جناته، وحشركَ مع النبيين والصديقين والشهداء وحَسُنَ أولئك رفيقاً.  إبنك الذي افتقد مآثرك الكثيرة:

أ.د. جودت أحمد سعادة  المساعيد  24-3- 2018 م (في ذكرى رحيلك العشرين أيها الشيخ الجليل(

                     قصيدة: شَيخُ الرِجَالِ*

                                                شِعرُ: أ.د. جودت أحمد سعادة

شَيخُ  الرِجَالِ،  ولِلرِجَالِ  مَقَالُ             في النَثرِ  أو  في الشِعرِ كَم يَختالوا

أبو(الألطَافِ*)كَم أحسَنتَ صُنعاً            طُولَ الحَياةِ  وفي المَمَاتِ رِحَالُ

أورثتَ   للأبناءِ   حِكمةَ    بَارعٍ               حَتى   غَدوا    للآخرين      مِثَالُ

رَبيتَ  أعلامَ  الرِجَالِ  فَصَاحةً              غَلَبُوا الجَميعَ وفي البُحوثِ كَمَالُ

أبي الحَنُونُ فَكم قَدمتَ لي أمَلاً              صَوبَ الحَياةِ  وفي العُلومِ مَجَالُ

شَبابُ  عُمرِكَ  أمجَادٌ  بِلا  كَللٍ              ضِدَ   الصَهَاينَ   آلاتٌ      وأرتالُ

بُطولاتُ عزٍ  في المَعَاركِ رَافِعٌ                لِلرأسِ    فِيها    حِكمةٌ     وَدَلالُ   

أديتَ دَوراً  و(الحسيني)*قائدٌ               (والقَسطَلُ)*المسلوبُ فيهِ نِضَالُ

وهَجرتَ قَسراً مع جُموعِ مُواطنٍ                لِتعيشَ   في  أرضِ  الكِرامِ   حَلالُ 

وطَائِرُ  الصَهيونِ  يَسقطُ  حَولَهُ                 بِقذيفةِ  الجَيشِ  الشُجَاعِ  قِتَالُ

ويَقبِضُ الأبُ مع  إخوةٍ  لهُ شَرفاً                 على   قائدِ    العدوانِ كم مُحتالُ  

ويُرسِلُ  الهَديةَ  للجَيشِ  تَهنئةً                 على بَسَالَتهِم بَما صَالوا ومَا جَالوا

فيأبى فَارسُ الجَيشِ  إبقاءَهُ  حَياً                 إذا   حصَلَت   وَسَاطاتٌ     وأفعَالُ

فيُفرغُ الرَشاشَ  في  صَدرهِ  غِلاً                 كي لا  يَعود  لِقصفِ  النَاسِ أثقالُ

ويَغلُبُ الشَيبُ على أبي ويُرسِلهُ                  لِخدمةِ  النَاسِ   ألوانٌ    وأشكَالُ

كَرَمٌ    أصِيلٌ   فَاقَ  كُلَ   تَوَقُعٍ               شَهِدَ  القَريبُ مَعَ  البَعَيدِ  وَقَالوا

عُقودُ  تِسعةَ  عِشتَها   بِكرامَةٍ                للخَيرِ  والمَعروفِ  مِنكَ  جَمَالُ 

إصلاحُ ذاتِ البينِ كنتَ زَعيمُها              في الشرق أو في الغرب عَنكَ نِزالُ

وتكريماً   لِجهدكَ   إسمُ    عِزٍ                عَلى  شَارعٍ   بِعَمانَ   وهو  مَنَالُ

وحَججتَ بيتَ اللهِ سبعاً كاملاً              وفي  المَساجِدِ   أزمَانٌ     وآجالُ    

اللهُ  يَرحَمُ   والدي       بِفِعَالهِ               في   جنة   الرضوان   نِعمَ   مَآلُ

  • مناسبة القصيدة: مرور نحو ربع قرنٍ من الزمان على وفاة والدي الشيخ أحمد صالح سعادة المساعيد رحمه الله، والذي كان يجلس معي أحياناً بصورةٍ منفردةٍ في سنواته الأخيرة، كي يروي لي مسيرة حياته النضالية السِرية ضد العصابات الصهيونية في فلسطين في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، وبالتعاون مع بطل معركة القسطل المناضل الكبير عبد القادر الحسيني. كما أوضح لي أيضاً كيف استطاع هو ومجموعة من الأقارب في منطقة الأغوار الأردنية بالقرب من منطقة الكرامة، من القبض على طيارٍ صهيوني أسقط بواسل الجيش الأردني طائرته عندما عملت على قصف مواقع الجيش، ثم قام بتسليم الطيار المعتدي لأفراد الجيش، وكيف أن أحد الضباط البواسل قد خشي من تسليم الطيار المعتدي للصليب الأحمر الدولي كي يعود لقصف الجيش والشعب ثانيةً، فأفرغ رشاشه في صدره. وعندما تقدم والدي في السنِ، كرس جُهده لإصلاح ذات البين مع مجموعة من شيوخ العشائر الأردنية والفلسطينية المرموقين، وماتَ وهو على مشارف التسعين من العمر، بعد أن أدى رسائل كثيرة لعائلته وأهله وعشيرته ووطنه ككل. وبناءً على جهوده الكثيرة والقيّمة لخدمة الشعب، إقترحت أمانة مدينة عمان، إطلاق إسمه على أحد شوارعها. رَحِمَ الله والدي الحاج أحمد صالح المساعيد(أبو لطفي)، وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

توضيح بعض الكلمات: أبو الألطاف(الوالد أبو لطفي)، الحسيني: القائد البطل عبد القادر الحسيني في معركة القسطل بالقرب من مدينة القدس عام 1948.

 

 خطاب الموافقة من بلدية مرج الحمام بعمان، على     تسمية شارع بإسم المرحوم أحمد صالح المساعيد